الطيران

من منّا لم ينظر إلى سماء الليل في طفولته، لتداعب نجومها وأجرامها الساحرة مخيلته فيحلم بزيارة الفضاء الشاسع وما يخفيه من عوالم وكواكب غامضة. والرائع أننا في يومنا هذا نشهد تحوّل زيارة الفضاء من مجرّد حلم بعيد المنال إلى حقيقة واقعة بالنسبة لأعداد أكبر من الناس.

من شأن التطور التكنولوجي المتسارع والاستثمارات الحكومية في مشاريع السياحة الفضائية ومشاريع مثل ’بلو أوريجن‘ و’فيرجن جالاكتيك‘ و’سبيس إكس‘ أن يجعل السفر إلى الفضاء الخارجي متاحاً لمزيد ومزيد من الناس حول العالم.

في 25 سبتمبر 2019، انطلق هزّاع المنصوري في رحلة تاريخية ليكون أول مواطن إماراتي يزور الفضاء الخارجي ويحقّق حلم طفولته الذي تشاطره مع الكثيرين، حيث تحدّث في ندوة "البشر في الفضاء" لعام 2019 عن هذا الحلم الذي كان يراوده في الصغر كلما نظر إلى السماء المرصعة بالنجوم متسائلاً إن كان سيحظى بفرصة زيارتها ذات يوم، ليأسر مخيّلة السامعين والحاضرين بكلماته عن خلفيته وتدريبه ومهمته، بمن فيهم عدد من طلاب جيمس الطموحين.

وأثناء الجلسة الحوارية، تحّدث خبراء من مركز محمد بن راشد للفضاء عن إطلاق المهمة الفضائية الإماراتية ورؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتطوير برنامج فضائي مستدام في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ حيث تجلى واضحاً بأن استكشاف الفضاء ليس مجرّد مشروع لمرة واحدة، وإنما رؤية طويلة الأمد للدولة.

وتحدّث المنصوري عن أحلام طفولته بأن يغدو رائد فضاء، وكيف شعر بأن أقرب شيء لهذا الحلم هو أن يغدو طياراً، حيث درس وتدرّب ليغدو أحد أفضل الطيارين الإماراتيين، ما زوّده بالأساس المطلوب كي يصبح رائد فضاء لاحقاً.

لطالما كان الطيران جزءاً هاماً من مسيرة النمو والتنمية لدولة الإمارات العربية المتحدة التي أصبحت محوراً رائداً في تسهيل حركة الملاحة الجوية التجارية العالمية. وبحسب بيانات الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، فإنه من المتوقع لقطاع الطيران الإماراتي أن يواصل تطوره بوتيرة مستقرة لدرجة أنه بحلول عام 2037 سيتيح أكثر من 1,4 مليون فرصة عمل ويساهم بمبلغ يقارب 128 مليار دولار أمريكي في الناتج المحلي الإجمالي للدولة.

أصبح من الأهمية بمكان اليوم تزويد الطلاب بالأسس اللازمة لمواكبة التطورات المتسارعة لقطاعي الطيران والفضاء، حيث لن يعود العمل في هذين المجالين مجرّد حلم غير واقعي، وإنما سيغدو خياراً واقعياً لأعداد أكبر من الشباب.

وقد أطلقت مجموعة جيمس مؤخراً خمس مراكز للتميّز في إطار مساعيها لإزالة الحدود التقليدية بين المدرسة والجامعة والحياة المهنية، وإتاحة مسارات جديدة لطلابها كي يتعلّموا ويطوروا أنفسهم بسرعة في مجالات حيوية محدّدة. وتعتبر مدرسة جيمس الدولية- شارع الخيل إحدى مراكز التميّز هذه، وتركز بشكل خاص على علوم الطيران والفضاء، وتهدف كي تكون الرائدة في تعليم هذه المجالات للطلاب من الروضة وحتى الصف الثاني عشر.

سيحظى طلاب مدرسة جيمس الدولية بمجموعة واسعة من التجارب وسيطورون طيفاً واسعاً من المؤهلات والخبرات بالتعاون مع خبراء وروّاد في القطاع، ليتزوّدوا بكل الأسس اللازمة لدخول هذه المجالات الواعدة التي ستشهد نمواً مذهلاً في المستقبل القريب.

ويسلّط زيشان نابي، رئيس الابتكار والشؤون الرقمية لدى مدرسة جيمس الدولية، الضوء على أهم المجالات الاستراتيجية التي يتمحور حولها مركز التميّز في مدرستنا.

تطوير الطلاب

يعتبر تطوير الطلاب وتنمية مهاراتهم وكفاءاتهم جزءاً أصيلاً من منهجيتنا في اتخاذ كافة القرارات والخطوات، لذا سنزوّد طلابنا بأحدث التقنيات مثل أجهزة محاكاة الطيران، وتقنيات الطائرات المسيّرة، والمناهج والمسارات التخصصية فضلاً عن إمكانية الاستعانة بخبراء في المجال؛ حيث سيحظى طلابنا بفرصة العمل على مشاريع طيران واقعية، مع إتاحة إمكانية الطيران الحقيقية للراغبين منهم. كما أبرمنا شراكات هامة مع روّاد القطاع مثل ’طيران الإمارات‘ وجامعة ساوث ويلز ومركز محمد بن راشد للفضاء كي يستكشف طلابنا ما تتيحه هذه الجهات وفق منهجيات تعاونية تقوم على البرامج التدريبية والمشاريع التخصصية والمسارات المصصمة خصيصاً لكل طالب.

البحوث والتطوير

يعدّ هذا الجانب هاماً لاستدامة هذا البرنامج ومدرسة جيمس الدولية، حيث نلتزم بتوفير التدريب والدعم في مختلف مدارس مجموعتنا بالتوازي مع تطوير الطلاب ولجان الخبراء؛ حيث تمتلك مجموعة جيمس شبكة واسعة من المدارس وأصبحت مدرسة جيمس الدولية الآن المركز الرئيسي في المجموعة لكل ما يتعلق بالطيران والفضاء. كما ستعمد مدرسة جيمس الدولية إلى تطوير حاضنات لدعم أفضل الممارسات ونشر أحدث الأبحاث والمفاهيم.

تطوير المعلمين

يعتبر هذا الجانب فائق الأهمية كي تغدو مدرسة جيمس الدولية مركزاً احترافياً لتطوير خبرات وقدرات المعلمين على نحو يسمح لهم بتقديم تعليم الطيران والفضاء وفق رؤية تنطلق من الجمع بين مختلف مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

بناء ثقافة

نحن في مدرسة جيمس الدولية نطمح إلى تطوير ثقافة مدرسية تتمحور حول علوم الطيران، لذا سنواظب على تنظيم فعاليات كبيرة سنوية ذات صلة بهذا المجال للطلاب في شبكة مدارسنا، حيث سيكون الطيران بمثابة القلب النابض للعديد من الحوافز والمشاريع التي سنطلقها في مدرستنا.

  • تعرّف على تانفي

    كان فريق تانفي الوحيد الذي تأهل من الشرق الأوسط هذا العام لمسابقة الطائرات المسيرة، والفريق الإقليمي الوحيد الذي وصل النهائيات في تاريخ المسابقة.

-

قصص ذات صلة